خطبة الجمعة المذاعة والموزعة
بتاريخ 11 من رجب 1441هـ - الموافق 6 / 3 / 2020م
مَوْقِفُ الْمُسْلِمِ مِنَ الْأَسْقَامِ
إِنَّ الحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( [آل عمران:102]، )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( [النساء:1]، )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب:70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:
لَقَدْ جَعَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْحَيَاةَ الدُّنْيَا دَارَ امْتِحَانٍ وَاخْتِبَارٍ، يَبْتَلِي فِيهَا عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الِابْتِلَاءِ وَالْمِحَنِ لِلْعِظَةِ وَالِادِّكَارِ، وَخَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِلْعَمَلِ وَالِاعْتِبَارِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ( [الملك:2]. وَمَنْ رَامَ الْحَيَاةَ بِلَا ابْتِلَاءٍ وَلَا نَـكَدٍ، أَوْ تَصَوَّرَهَا بِغَيْرِ عَنَاءٍ وَلَا كَبَدٍ؛ فَإِنَّمَا طَلَبَ الْمُسْتَحِيلَ، وَعَوَّلَ عَلَى غَيْرِ دَلِيلٍ؛ فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ يُكَابِدُ مَضَايِقَ الدُّنْيَا وَشَدَائِدَ الْآخِرَةِ، )لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ( [البلد:4]. وَقَدْ صَدَقَ مَنْ قَالَ:
طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا صَفْوًا مِنَ الْأَقْذَارِ وَالْأَكْدَارِ
وَمُكَلِّفُ الأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِهَــــــا مُتَطَلِّبٌ فِي الْمَاءِ جَذْوَةَ نَارِ
وَأَمَامَ مَوْجَاتِ الِابْتِلَاءِ يَقِفُ الْمُؤْمِنُ بِقُوَّةٍ وَثَبَاتٍ ؛ لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهَا مِنَ اللهِ خَالِقِ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ، وَأَنَّهَا مِنْ أَقْدَارِ اللهِ تَعَالَى النَّافِذَةِ، وَمِنْ آثَارِ حِكْمَتِهِ الْبَالِغَةِ، فَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ، وَالصِّحَّةُ وَالسَّقَمُ، وَسَائِرُ النِّعَمِ وَالنِّقَمِ؛ كُلُّهَا بِتَقْدِيرِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ، لَا يَنْفُذُ مِنْهَا صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ وَلَا جَلِيلٌ أَوْ حَقِيرٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، ) وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ( [يُونُسَ:61].
عِبَادَ اللهِ: وَإِذَا كَانَ الْمُسْلِمُ يُؤْمِنُ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ فَإِنَّهُ يَرْضَى بِهِ وَيَسْتَسْلِمُ لَهُ، وَهُوَ حَالُ الْمُؤْمِنِ الصَّادِقِ يَصْبِرُ عَلَى الْبَلَاءِ وَيَشْكُرُ عَلَى النَّعْمَاءِ، )قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( [التوبة:51]. وَهَذَا مِمَّا يَزِيدُهُ قُوَّةً وَإِيمَانًا، وَشُكْرًا وَإِحْسَانًا، وَهُوَ مِنْ أَجْلَى صِفَاتِ الْمُتَّقِينَ، وَمِنْ أَخَصِّ خَصَائِصِ الْمُؤْمِنِينَ؛ قَالَ تَعَالَى: )وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ( [البقرة:155 - 157]. وَعَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي آمَنَ بِاللهِ الْحَكِيمِ الْمُقْتَدِرِ؛ يَرْضَى بِمَا قُضِيَ لَهُ أَوْ عَلَيْهِ وَقُدِّرَ، فَلَا يَسُبُّ الْمَرَضَ وَلَا يَلْعَنُهُ، بَلْ يَصْبِرُ عَلَيْهِ وَيَحْتَسِبُهُ، مَعَ السَّعْيِ فِي عِلَاجِهِ بِالسُّبُلِ الْمُبَاحَةِ وَالْعِلَاجَاتِ الْمَشْرُوعَةِ الْمُتَاحَةِ؛ فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: «مَا لَكِ؟ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟» [أَيْ: تَرْتَعِدِينَ مِنَ الْبَرْدِ]، قَالَتِ: الْحُمَّى، لَا بَارَكَ اللهُ فِيهَا، فَقَالَ: «لَا تَسُبِّي الْحُمَّى، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ». وَقَدْ جَعَلَ اللهُ دَوَاءً لِكُلِّ سَقَمٍ؛ إِلَّا الْمَوْتَ وَالْهَرَمَ، عَلِمَ ذَاكَ الدَّوَاءَ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ؛ فَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ –سُبْحَانَهُ- لَمْ يَضَعْ دَاءً، إِلَّا وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً، إِلَّا الْهَرَمَ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].
مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ:
إِنَّ الِابْتِلَاءَاتِ لَا تُقَابَلُ بِالسُّخْرِيَةِ وَالتَّهَكُّمَاتِ، وَلَا تُوَاجَهُ بِالِاسْتِهْزَاءِ وَالضَّحِكِ وَالنِّـكَاتِ، وَإِنَّمَا بِسُؤَالِ اللهِ الْعَفْوَ وَالسَّلَامَةَ وَالْمُعَافَاةَ، وَالْمَشْرُوعُ لِمَنْ رَأَى مُصَابًا أَنْ يَدْعُوَ بِمَا وَرَدَ فِي الشَّرْعِ؛ فَعَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: »مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلَاءٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، إِلَّا عُوفِيَ مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ« [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ].
عَافَانِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الأَمِينُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً مَزِيدًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَرِضَاهُ، وَتَوَكَّلُوا عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ مَا تَوَكَّلَ عَلَيْهِ مُتَوَكِّلٌ إِلَّا كَفَاهُ.
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ:
إِنَّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَأْخُذَ بِالْأَسْبَابِ الْمَشْرُوعَةِ لِدَفْعِ الْبَلَاءِ وَرَفْعِهِ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ صَمِيمِ الْإِيمَانِ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ، فَلَا إِيمَانَ بِدُونِ الْأَخْذِ بِالْأَسْبَابِ، وَلَا أَخْذَ بِالْأَسْبَابِ –حَقًّا- دُوْنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ، فَـيُـرَدُّ قَدَرُ اللهِ بِقَدَرِ اللهِ؛ فَإِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا خَرَجَ إِلَى الشَّامِ أَخْبَرُوهُ هُنَاكَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ فِيهَا، فَاسْتَشَارَ الْقَوْمَ ثُمَّ أَرَادَ الرُّجُوعَ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: نَعَمْ. نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ [رَوَاهُ الشَّيْخَانِ]. فَالْمُسْلِمُ يَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ فِي جَلْبِ الْمَنَافِعِ وَدَرْءِ الْمَفَاسِدِ، وَهُوَ عَلَى ثِقَةٍ بِأَنَّ الْبَلَاءَ مِنَ اللهِ، وَأَنَّهُ لَا يَدْفَعُهُ وَلَا يَرْفَعُهُ أَحَدٌ سِوَاهُ، )قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا( [الأحزاب:17].
كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الْأَدْعِيَةِ وَيُحَافِظَ عَلَى الأَذْكَارِ، وَيَحْفَظَ حُدُودَ اللهِ لِيَحْفَظَهُ اللهُ فِي دُنْيَاهُ وَأُخْرَاهُ. »احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ«. وَأَنْ يَأْخُذَ بِالنَّصَائِحِ وَالْإِرْشَادَاتِ الطِّبِّيَّةِ، وَيُحْسِنَ التَّعَامُلَ مَعَ الْقَرَارَاتِ وَالتَّوْجِيهَاتِ الرَّسْمِيَّةِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الأَرْبَعَةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، وَالأَئِمَّةِ الحُنَفَاءِ المَهْدِيِّينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا وَعَنْ سَائِرِ الْمُسْلِمِينَ الْبَلَاءَ وَالْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ، وَارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الأَبْدَانِ، وَالأَمْنَ فِي الأَوْطَانِ، وَالرَّحْمَةَ بِالْأَهْلِ وَالْإِخْوَانِ، وَالْفَوْزَ بِالنَّعِيمِ وَالرِّضْوَانِ، وَنَسْأَلُكَ -يَا رَبَّنَا- الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الْدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَ الْبِلَادِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِهُدَاكَ، وَاجْعَلْ أَعْمَالَهُمَا فِي طَاعَتِكَ وَرِضَاكَ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.
لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة